جمعية رجال الأعمال تعرض استراتيجية جديدة لزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة
عرضت لجنة الطاقة بجمعية رجال الاعمال المصريين، استراتيجية زيادة الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة، والفرص المتاحة، في ظل الاهتمام العالمي المتزايد بها، وما تمتع به مصر من فرص واعدة في هذا الصدد.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة الدكتور محمد مصطفي الخياط، خلال الندوة التي نظمتها اللجنة، أن مصر شهدت نقلة كبرى في المشروعات المتجددة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية خلال الأعوام القليلة الماضية.
وأوضح الخياط، أن الطاقات المتجددة شكّلت نسبة كبيرة من القدرات المُركبة الجديدة على مستوى العالم، خلال الـ 4 أو 5 أعوام الماضية
ولفت إلى أن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي ومشكلة الطاقة في العالم بعد الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة سلاسل التوريد دفعت الدول كافًة إلى محاولة الاستفادة من مواردها الطبيعية، مما أحدث نقلة كبيرة في استثمارات الطاقة المتجددة بما لا يقلّ عن 300 مليار دولار سنويًا على مستوى العالم.
وأكد الخياط علي أهمية التحرك داخليا من مجتمع الاعمال والدولة مما يعطي فرص أكبر للتحرك في ملف الطاقة مع مراعاة البعد البيئي والاقتصادي عند صياغة الحلول والأخذ في الاعتبار أن تتسم تلك الحلول بالديناميكية ومحركات الاستثمار وفي نفس الإطار الاستدامة وكفاءة الاستهلاك.
وأضاف الخياط أن ثراء مصر في الموارد الطبيعية سيُمكّنها من تحقيق هدف 42% من مشاركة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بحلول عام 2035.
وقال إن الإطار التشريعي من خلال القوانين المنظمة للطاقة المتجددة في مصر مشجعة في خلق بيئة متجددة وهو ما لمسناه في الاعوام الاخيرة ومن أهمها قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخصيص مساحات إضافية للطاقات المتجددة
وقال إنه مع تطور السوق العالمية في الطاقات المتجددة، خصصت الدولة مساحة تبلغ 5200 كيلو متر مربع لمشروعات الطاقة المتجددة".
وأكد أن المساحة التي خصصتها مصر للمشروعات المتجددة تُعدّ كبيرة قياسًا ببعض الدول الأخرى، مشيرًا إلى أن كلًا من البحرين وسنغافورة خصص 700 كيلو متر مربع فقط لهذه المشروعات، أي إن المساحة التي خصصتها مصر تتجاوز 7 أمثال المساحة التي خصصتها هذه الدول.
أشار الخياط إلى أن مجمع بنبان في أسوان -الذي يضم 32 محطة شمسية- حصل على 3 جوائز دولية وهو ما يؤكد اننا نسير في الاتجاه الصحيح لتقديم منتج يمكن الاعتماد عليه ويفتح افاق فرص استثمارية واعدة توفر فرص عمل خضراء واستثمار مستدام واعد.
وفي كلمته أشاد الدكتور مهندس هاني النقراشي عضو المجلس الاستشاري العلمي لرئيس الجمهورية وخبير الطاقة العالمي، بما حققته مصر في ملف الطاقة خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أهمية الاستغلال الأمثل لكل الموارد الطبيعية لإنتاج الطاقة المتجددة وتأمين استدامتها ونظافتها ورخص ثمنها ووفرتها للأجيال القادمة.
وقال النقراشي: «نريد كهرباء ميسورة اي لها ثمن ميسور ومتاح ونريدها كهرباء نظيمة اي لا ينتج عنها انبعاثات ثاني اكسيد الكربون وكهرباء مأمونة لا تتسبب في الحرائق او تلوث المياه لان هناك انواع تسبب لك مثل الوقود الحفري – ومضمونه بحيث لا نشهد انقطاعات في الكهرباء – ومستدامة اي معتمدة على الطاقة الشمسية او اي مصدر طبيعي مستدام».
وأوضح أن مشاريع الطاقة الشمسية الحرارية في مصر أفضل من الرياح وتحقق اعلى معدل انتاجي للطاقة بنسبة 80% من خلال تقنية التخزين الحراري الذي يمتد إلى 14 ساعة والتي تحقق هدف الإحلال الكامل للمحطات الكهربائية التقليدية بشرط سطوع الشمس 355 يوم في السنة وهو شرط متوفر في مصر.
ولفت النقراشي النظر إلى أن بعض أنواع الطاقة الأخرى مثل طاقة الرياح والخلايا الضوئية تعمل بكفاءة اقل من الطاقة الشمسية التي توفر عند الاستغلال الأمثل لها معظم احتياجاتنا من الطاقة الجديدة وتلافي الهدر والاثر البيئي لبعض أنواع الطاقة ومن بينها الرياح التي اثرت بالسلب على أنواع الحشرات في أوروبا وانقرضت بنسبة كبيرة لها تأثير سلبى على البيئة والزراعة وحاليا يبحثون عن الحلول لمواجهة ذلك لضمان عدم اختلال النظم البيئية
وقال إنه على المدى الطويل يتحول انتاج الكهرباء الى الطاقات المتجددة تدريجيا وهنا يجب مراعاة سعر إنتاج الكهرباء في موقع انتاجها وتكلفة نقل الكهرباء إلى موقع الطلب عليها وبما أن الشمس تسطع على كافة أنحاء الجمهورية فمن المنطقي إنشاء المحطات الشمسية بالقرب من مواقع الطلب عليها، وبالتالي انتاج المحطات الشمسية الكبيرة سيوفر في التكلفة
وأشار إلى أن مشروعات الطاقة النظيفة مفتاح يحل كل المشكلة الخاصة بتأثيرات التغير المناخي منوهًا إلى أن مشكلة الاحتباس الحراري تتفاقم بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والوقود الأحفوري.
من جانبه أكد الدكتور أسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق، أن الفترة الحالية تمثل تحديا كبيرا خاصة ان اسعار البترول متأثرة بالظروف الراهنة عالميا وهو ما يحتم علينا الاهتمام بموضوع كفاءة الطاقة بغض النظر عن نوعها بهدف الاستغلال الأمثل وترشيد الاستهلاك ومعالجة الفقد وهي عملية تبدأ بتصميم المحطات الملائمة والمناسبة للمناخ في مصر مشير الي ان انتاج الهيدروجين الاخضر هو الحل العملي الأمثل للمستقبل
وأوضح وزير البترول الأسبق انه عمليا تكلفه انتاج الهيدروجين الاخضر أصبحت متقاربه مع الوقود البترولي بأنواعه والغاز وسوف يصبح الاقل مع الزيادة المتوقعة في اسعار الوقود البترولي بأنواعه والغاز مع خروج العالم من وباء كورونا وتعافي ونمو الاقتصاد العالمي.
وأكد المهندس حسن الشافعي عضو مجلس إدارة جمعية رجال الاعمال المصريين ورئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة أن الوصول إلى الطاقة النظيفة يتحقق بمساهمة علماء مصر والقطاع الخاص والدولة.
وقال إننا امام تحدي كبير بالنسبة للمصانع فمازال اعتمادها في توليد الطاقة من الطاقة الشمسية ضعيف جدا.
وطالب الشافعي بزيادة الدور التوعوي من الجهات المختصة وتحفيز المستثمرين والمصانع والبيوت لاستخدام الطاقة الشمسية مشيرا الي ضرورة وجود اليات لتحقيق الهدف الذي وضعته القيادة السياسية في هذا الإطار والذي سيوفر الكثير من الأعباء عن الدولة وعن المواطنين.
وأكد الدكتور محمد هلال رئيس لجنة الطاقة بجمعية رجال الاعمال المصريين، أن مصر حققت خطوات مهمة في ملف الطاقة مشيرا الي اهمية العمل على خفض التكلفة والتنوع في مصادر انتاج الطاقة للتحول الي انتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة وضرورة مراعاة الطاقة المولدة من الكتلة الحيوية مع الاهتمام بملف ترشيد الطاقة ومراعاة البعد البيئي وتقليل الفقد في الشبكة والاستفادة الكاملة بالطاقة الشمسية والطاقات المتجددة
وأشاد الدكتور محمد هلال بتصديق رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي علي قرار بإنشاء ســوق طوعية لتداول شهادات خفض الانبعاثات الكربونية” في البورصة المصرية والذى سوف يشكل آلية جيدة لتمويل المشاريع الخضراء وخفض الانبعاثات الكربونية.